تونس- 1 أوت 2011

بيان

اتسمت الفترة الأخيرة على الصعيد الوطني بعدد من التجاوزات في مجال الإعلام، سواء العمومي أو الخاص، ويعتبر الإعلام العمومي أو الموضوع على ذمّة الدولة المثال الأسوأ، إذا ما نظرنا إليه من زاوية وجوب التزامه الحياد والموضوعية، باعتباره يمثل المشترك المواطني، دون أن يعفي ذلك المؤسسات الاعلامية الخاصة أو التابعة لمنظمات من الوقوع في نفس التجاوزات، وقد سجلت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، عددا من التجاوزات والاخلالات والهنات.

إذ بدا الخط التحريري لعدد من المؤسسات الإعلامية العمومية متذبذبا حدّ التوتّر، وانحازت لخط سياسي غير حداثي ولا وضعي حدّ التحمّس أحيانا، وبدا ذلك جليا أثناء تغطية أحداث القصبة 3.

كما تشكو جريدة الصباح ذات التاريخ العريق، والموضوعة على ذمّة الدولة راهنا، من الانحراف عن الخط الاستقلالي الذي عرفت به في عديد المحطات والمراحل، لتنحاز إلى تيار سياسي غير حداثي ولا وضعي، وتعبّر نقابة الصحفيين عن تخوّفها من تعمّد بعض الأسماء المعروفة بولائها لنظام بن علي سابقا والمصطفّة حاليا وراء تيار سياسي معين، إلى التفريط في الخط الاستقلالي للجريدة وفي قيم الحياد والموضوعية، وهي الموضوعة على ذمّة الدولة، أي أنها ملك للعموم.

وتسجّل نقابة الصحفيين الانحرافات الخطيرة التي تسقط فيها من حين لآخر إذاعة الزيتونة، التي قدّمت في الفترة الأخيرة برامج ومواد تكفيرية، تدعو لتكفير بعض المفكرين التونسيين، وبالتالي إلى تصفيتهم، لتتحوّل إذاعة الزيتونة الموضوعة على ذمّة الدولة، من ملكيّة خاصة لأحد أبرز رموز الفساد في دولة بن علي إلى إذاعة تؤسس للعنف عبر الدعوات والأفكار التكفيرية والظلامية والاقصائية.

كما يعبّر المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين عن انزعاجه الشديد من الاستعمال المتبادل للدعاية غير الشرعية بين جهة سياسية ومؤسسة إعلامية، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى الاتفاق المبرم بين عبد الفتاح مورو الناشط السياسي والوجه الإسلامي وقناة حنبعل، وهو ما يهدّد شفافية وموضوعية الرسالة الاعلامية التي يجب أن تكون بمنأى عن تأثيرات القوى المالية والسياسية والدينية والاجتماعية…

ويسجّل المكتب التنفيذي بكل أسف ما آلت إليه أخلاقيات المهنة في بعض الوضعيات وخاصة تعمّد البعض المس من زملائهم وشتمهم وتشويههم خاصة على صفحات المواقع الاجتماعية، يذكّر المكتب بوجوب احترام أخلاقيات المهنة وميثاق شرف النقابة، ويدعو كافة الزميلات والزملاء الى التصدّي لمثل هذه الممارسات المشبوهة والصادرة عن أشخاص ليس من مصلحتهم انعتاق الصحفيين وتحرّر مهنتهم.

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين

عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

 

عن المكتب التنفيذي

الرئيسة نجيبة الحمروني