تونس في 14 جانفي 2012

بيـــــــــان

 

يُحيي الصحفيون التونسيون اليوم السبت 14 جانفي 2012 الذكرى الأولى لانهزام الدكتاتور زين العابدين بن علي وفراره خوفا من ثورة الشعب التونسي، التي كانت تتويجا لنضالات أجيال من أبناء الشعب التونسي ضدّ القمع والديكتاتورية والتفقير والتهميش والاضطهاد، وقد كان لنضالات الصحفيين الأحرار المساهمة المهمّة في المسار الثوري وفي الدفع في اتجاه الانتقال الديمقراطي، ومثّل صمود عدد من الصحفيين والمناضلين بدعم من المجتمع المدني والأحرار في تونس والعالم، في وجه محاولة ارتهان القطاع للتماهي وخدمة الديكتاتورية من خلال الانقلاب على نقابة الصحفيين يوم 15 أوت 2009، لحظة مفصلية في تاريخ المهنة وفي صيرورة النضال من أجل حق الشعب التونسي في المعلومة الحرّة وفي صحافة مستقلّة منحازة إلى هموم الشعب.

واذ تحيّي نقابة الصحفيين أحرارها من المناضلين، فإنّها تعتبر أنّ الحركة الصحفية هي جزء لا يتجزّأ من الحركة الشعبية، وأنّ إكمال المسار الثوري لن يتحقّق إلا بحرية الشعب التي يعتبر الإعلام أحد أبرز أوجهها.

وكما يحتفل الصحفيون اليوم بانتصار الشعب التونسي على الدكتاتورية، فإنّهم يحتفلون أيضا بمرور أربع سنوات على تاريخ تأسيس أوّل نقابة مستقلّة مناضلة تدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية، (13 جانفي 2008) وهي لحظة مفصليّة في تاريخ المهنة، تغيّر فيها شكل الهيكلة المهنية من الشكل الجمعياتي التعاوني، الى الأشكال النقابية الأكثر تقدّما وتطوّرا.

 

وتؤكّد نقابة الصحفيين تمسّكها المبدئي بالقيم التي اندلعت من أجلها ثورة الحرية والكرامة، ونضالها من أجل التصدّي لكلّ المعيقات الموضوعية المرتبطة بمحاولات وضع اليد على قطاع الإعلام والإبقاء عليه ضمن “بوتقة البروباقندا”، والتصدّي لكلّ المعيقات الذاتية المرتبطة بسعي الحرس القديم، الذين كانوا اليد الطولى للماكينة الدعائية للنظام السياسي القمعي، إلى العودة للسيطرة من جديد والتغلغل في مفاصل الدورة الإنتاجية للعمل الإعلامي، لذلك فإنّ النقابة تعمل على تطهير القطاع من كلّ قوى الشدّ الى الوراء وكل رموز الفساد الإعلامي.

وإذ سجّل المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التطوّر الجزئي كميا ونوعيا في المشهد الاعلامي، الاّ أنّه يلاحظ أيضا بروز عوائق جدية أمام عمل صحفي محترف، وأبرز هذه العوائق مدى الالتزام بأخلاقيات المهنة وبالمعايير المهنية للعمل الصحفي الموضوعي والدقيق والمتعلّق بمشاغل الشعب التونسي وطموحاته، كما تشير النقابة الى خطورة المرحلة الراهنة التي تمرّ بها البلاد، من خلال سعي بعض القوى التي تقول إنّها مقرّبة من دوائر الحكم في تونس، الى خلق مناخ من الرعب والقمع وشن حملة مشبوهة على الإعلام بشكل تعميمي دون القدرة على التمييز بين الجاد من غير الجاد.

واذ تسجّل النقابة  بإيجابية بروز العديد من العناوين الصحفية منذ 14 جانفي إلى اليوم، الاّ أنّها تعبّر عن احترازها لوجود عناوين تعمل خارج الأطر والضوابط المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي، ولا تشغّل صحفيين، وتعمل أحيانا لأهداف غير معلومة.

وتسجّل النقابة أيضا، وجود مؤشّرات خطيرة تهدّد حرية الصحافة واستقلالية الصحفيين، مثل خلق مناخ من الخوف والاعتداءات المتكرّرة والمتعمّدة في حق الصحفيين، آخرها الاعتداء الذي نفّذه أشخاص ضدّ الزميل قيس هماني العامل بالتلفزة التونسية بوحدة الانتاج التلفزي بصفاقس.

 

كما تعبّر النقابة عن تمسّكها برفض التعيينات الأخيرة لمسؤولين بالمؤسسات الاعلامية دون الاستناد إلى معايير واضحة وعلى أساس مهني، بل كشفت عديد الأسماء عن تورّط أصحابها في الولاء الاعلامي لنظام بن علي على مدى سنوات طويلة، وتجدّد النقابة دعوتها الى كافة الزميلات والزملاء الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامي الى رفض تلك التسميات وعدم التعامل معها.

كما تدعو النقابة الزميلات والزملاء العاملين في بعض المؤسسات الخاصة والعمومية إلى الالتزام أكثر بالموضوعية وبالمعايير المهنية، وتدعوهم إلى انتخاب مجالس تحرير مستقلّة عن الإدارات.

كما تجدّد النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وقوفها الى صفّ نضالات الصحفيين الأحرار في الدول العربية وفي العالم والى صفّ حركات التحرّر الوطني في كافة أنحاء العالم وأساسا وقوفها الى صفّ المقاومة في فلسطين.

ويجدّد المكتب التنفيذي التزامه بالدفاع عن كلّ مكتسبات ثورة الشعب التونسي التي تختزلها كلمتي الحرية والكرامة.

 

عاشت نضالات الشعب التونسي

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين

عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

                                             

 

عن المكتب التنفيذي

الرئيسة

نجيبة الحمروني