تونس في 30 نوفمبر 2011

بيــــان

أقدمت مجموعة من المتطرفين يوم الاثنين 28 نوفمبر 2011 على اقتحام حرم كلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة ليمنعوا الطلبة من اجتياز امتحاناتهم بالقوّة بعد إقامة حواجز أمام الأقسام كما قاموا باحتجاز عميد الكلية الدكتور الحبيب الكزدغلي لساعات، مطالبين بتمكين بعض الطالبات من ارتداء النقاب أثناء الامتحانات وهو ما منعه منشور صادر عن المجلس العلمي للكلية، كما طالبوا بالفصل بين الاناث والذكور، وقد مثّلت هذه الخطوة، من خلال فرض مسلكية معيّنة على الطلبة وبالتالي على المواطنين والتدخّل العنيف في الحرم الجامعي ومحاولة السيطرة عليه وفقا لسلوكيات وممارسات غريبة عن مجتمعنا ومخالفة للقانون، خطوة من بين خطوات أخرى بالاعتداء على الأساتذة والتلاميذ في عدد من المعاهد والمدارس والجامعات، وقد تجسّد السلوك الأخطر في سعي أشخاص متطرّفين الدفع نحو السيطرة على إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم في ممارسة أشبه بتحويل الاذاعة الى رهينة بيد اشخاص عرفوا الى زمن غير بعيد بعلاقاتهم الفاسدة مع رموز نظام بن علي والعمل على تلميع صورة النظام و”الوفاء لوليّ النعمة” صخر الماطري.

وقد تعمّد هؤلاء الأشخاص باتفاق مع بعض العاملين بالإذاعة منع السيّدة اقبال الغربي من ممارسة مهامها الموكولة اليها بموجب تعيينها على رأس اذاعة أصبحت موضوعة على ذمّة الدولة، بعدما اصدر القضاء قرارا بإنهاء التصرّف القضائي الذي كان ممنوحا لمحمّد مشفر، واعتبر منع الدكتورة إقبال الغربي سلوكا غير حضاري يتعارض وقيم التسامح وقيم الاسلام النبيلة التي تكرّم المرأة وتعطيها المكانة الكريمة التي تستحق مثلها مثل الرجل.

وأمام تكرّر هذه الممارسات المتطرّفة التي تسعى إلى تقسيم المجتمع وإحداث حالة من الفرقة على الأساس العقائدي وهو ما يتناقض ومبادئ الديمقراطية وقيم المجتمع الحر الذي يسعى إلى تحقيق كرامته بعد التخلّص من ديكتاتورية الفساد المافيوزي.

ويعتبر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنّ أساليب القسر في فرض مدوّنة سلوك معيّنة على الجامعة والمجتمع يمثّل تهديدا حقيقيا للانتقال الديمقراطي

وضربا لمبادئ ثورة الحرية والكرامة والسعي للالتفاف عليها وترسيخ ديكتاتورية جديدة باسم الدين بعدما كان الشعب التونسي يرزح تحت ديكتاتورية باسم شرعية التغيير.

وإذ يدين المكتب التنفيذي مثل تلك الممارسات المشينة فإنّه يؤكّد وقوف الصحفيين إلى صف فعاليات الشعب التونسي في كفاحها ونضالها من أجل الحرية والتنوّع ومن أجل حرية المعتقد وحرية التعبير والحريات العامة والفردية والمساواة بين الجنسين ورفض جميع أشكال التمييز على أسس عرقية أو جنسية أو دينية أو جهوية أو مذهبية، وتؤكّد نقابة الصحفيين وقوفها في وجه كلّ محاولات تركيع أبناء الشعب ومحاولات ضرب مكتسبات البلاد الحضارية والانسانية، وكما تؤكّد رفضها لجميع أشكال التعصب ورفضها المبدئي لتركيع الجامعة وتحويلها عن رسالتها العلمية والأكاديمية ورفض توظيفها وفق أي صنف من الحاكمية.

ويدعو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين كافة مكوّنات المجتمع المدني والسياسي إلى التصدّي لكلّ محاولات ضرب وحدة الشعب التونسي والى الاستنفار للدفاع عن قيم الحرية والابداع عن الحق في الاختلاف.

 

عاشت نضالات الشعب التونسي

عاشت نضالات الصحفيين التونسيين

عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين

 

عن المكتب التنفيذي

الرئيســة

نجيبة الحمروني