تونس في 03/02/2020
نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالشراكة مع مجلس أوروبا دورة تدريبية/ حوارية حول ” خطابات الكراهية والتمييز ضد المرأة في وسائل الإعلام” ، تواصلت من يوم 27 الى غاية 31 جانفي 2020 بتونس العاصمة.
وقد شارك في هذه الدورة صحفيات/ون من الجزائر والمغرب ولبنان بحضور وفد من المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وأعضاء وحدة الرصد بمركز السلامة المهنية بالنقابة.
وقد أطّر الجلسات كل من نقيب الصحفيين السيد ناجي البغوري وفوزية الغيلوفي عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ومنسقة مشروع ”وسائل الإعلام والنفاذ إلى المعلومة وحماية المعطيات الشخصية“ في مكتب مجلس أوروبا بتونس السيدة اكرام بن ساسي.
ويتمثل الإطار العام للدورة في واقع الصحافة وحرية التعبير في العالم العربي وخاصة في الدول المشاركة، وصورة المرأة في المشهد الإعلامي وخطاب الكراهية وادوار الهياكل المهنية في دعم حرية التعبير والصحافة ودعم حضور المرأة ورفع الوعي بمفهوم النوع الاجتماعي، بالإضافة الى جملة القوانين المنظمة والمتعلقة بقطاع الصحافة وحرية التعبير ومدى تناسقها مع متغيرات الدول العربية .
و قدّم المشاركون قراءات حول الصور النمطية للمرأة في مجتمعاتهم وفي وسائل الإعلام، انطلاقا من مشاركتها في الحياة السياسة والثقافية والاجتماعية والمجتمع المدني وفي الإنتاج الدرامي والأفلام والمسرحيات .
كما ركز المدربون في المواد المقدمة والنقاشات في جزء من الدورة على النصوص المنظمة لقطاع الصحافة والدفع للالتزام بها من اجل كسر وتغيير الصور النمطية للمرأة في الدول المشاركة والتركيز على ضرورة مشاركة فاعلة للمرأة في وسائل الاعلام، والالتزام بمقاربة النوع الاجتماعي في البرامج التي تنتجها وسائل الإعلام
وخصص جزء هام من الدورة لموضوع ” خطاب الكراهية في وسائل الاعلام العربية“ حيث عرض المشاركون امثلة من خطابات كراهية بثت في وسائل الإعلام، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية التفرقة والخلافات بين افراد المجتمعات وخلق أنواع من التمييز، وتقديم الممارسات الصحفية الفضلى في هذا المجال.
كما تم عرض النصوص القانونية المنظمة لقطاع الثحافة في الدول المشاركة والاطلاع على التجربة التونسية من خلال قراءة في المرسومين 115 و 116 والإطار التاريخي الذي جاءت فيه هذه النصوص، فيما يتعلق بحرية الصحافة والتعبير خلال فترة مخاض الدستور التونسي 2014 ، ودور نقابة الصحفيين في حماية حرية التعبير والدفاع عن الصحفيين والدفع نحوى دسترة الحقوق والحريات الفردية والعامة و الدفاع عن مدنية الدولة خلال السنوات الأولى بعد الثورة التونسية ،اضافة الى عرض تجربة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في التعديل داخل قطاع الإعلام، ومجال ولايتها؛ ومسار ارساء مجلس الصحافة، ومشروع الهيءة الوطنية الاشهار العمومي، واللجنة الوطنية لبطاقة الصحفي المحترف.
وقد قدم الضيوف تجارب بلدانهم في هذا الصدد مع ملاحظاتهم وتطلعاتهم اليى تحسين الواقع نحوى افق افضل.
وركزت الدورة على قراءة في الوعي بالنوع الاجتماعي في الدول المشاركة ومدى التزام وسائل الاعلام بهذه القاعدة خلال التعاطي الاعلامي مع مختلف القضايا الحقوقية.
كما تم عرض القواعد العامة للمهنة الصحفية في التعاطي مع موضوع المرأة والعنف المسلط ضد النساء في المشهد الاعلامي وطرق معالجة قضايا النساء عموما عبر مختلف الاشكال الصحفية .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة التدريبية/الحوارية خصصت جزء من برنامجها للقيام بالزيارات التالية:
– زيارة الى مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
حيث تم الاطلاع عن قرب عن تجربة وحدة الرصد والإطلاع على أليات العمل وتقنيات التحري والتأكد في حالات الاعتداءات على الصحفيين وقنوات التواصل مع الجهات المعنية،
والتعرف على آليات حماية الصحفيات خلال التغطيات الميدانية
_ زيارة الى اذاعة “موزاييك اف ام” :حيث تم
التعرف على تجربة الموفق الاعلامي كتجربة رائدة في التعديل الذاتي ، ودوره في تنظيم العلاقة بين الاذاعة والجمهور، وقد فتح نقاش معمق حول حدود استجابة الإذاعة لمقاربة النوع الاجتماعي في الحوارات والاستضافة ونوعية معرقلات الانصاف في هذا المجال وخطط المؤسسة لتجاوزها.
-زيارة لوحدة الرصد بالهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري:
حيث تم التعرف على تجربة الهيئة في المراقبة البعدية للمضامين الإعلامية في اتجاه تعديل القطاع الاعلامي والقيام بادوار المرافقة والردع.
كما تعرف الحضور عل القواعد والمقاييس والمبادئ التي اعتمدتها الهيئة بشكل تضمن فيه التساوي في الحضور بين المرأة والرجل في وساءل الاعلام وسلامة معالجة المواضيع المتعلقة بالنوع الاجتماعي.
– زيارة الى مقر مؤسسة التلفزة التونسية:
حيث تم الاطلاع على تجربة المؤسسة في تغطية الانتخابات التونسية وخاصة تجربة المناظرة ومنصة ”التحري في الأخبار الكاذبة“، اضافة الى زيارة قسم الاخبار والاطلاع على طرق عمله وتقنيات التثبت من الاخبار ومعالجتها.
وقد توج اللقاء العربي المذكور بإصدار جملة من التوصيات تركزت عل المحاور التالية:
* الدعوة الى تحيين القوانين والتشريعات واقلمتها مع مقاربات النوع الاجتماعي النوع
*الدعوة الى تخصيص بلدان بعينها في المنطقة العربية بدورات تدريبية ولقاءات مفتوحة وحملات تحسيسية لتعزيز الإيمان بمقاربات النوع الاجتماعي
*الدعوة الى مزيد تكريس دور المراة في وسائل الاعلام العربية
* تخصيص برامج توعوية مناهضة للتحرش بالنساء
* انشاء منصة للنساء تجمع مختلف التخصصات والمهن لتسهيل عمل الصحفيين وضمان توازن البرامج الحوارية
* تفعيل دور النقابات المهنية والصحفية في قضايا النوع الاجتماعي
* تخصيص برامج تربوية موجهة للناشئة حول قضايا التمييز والعنصرية وخطابات الكراهية
مسؤول الإعلام والاتصال
علي بوشوشة
Write a comment: