تحيي تونس يوم 08 سبتمبر 2024 “اليوم الوطني لحماية الصحفيين” الذي يوافق ذكرى إختفاء الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري في ليبيا في 08 سبتمبر 2014 في ظل تواصل التقصير الرسمي من السلطات التونسية والليبية في التعامل مع الملف والتحجج بصعوبة الوضعين الأمني والسياسي في ليبيا.
ويتزامن إحياء هذه المناسبة بإجراء انتخابات رئاسية حاسمة في تونس لن يتمكن فيها الشورابي والقطاري من تغطيتها كغيرهم من زملائهم التونسيين والأجانب، كما لن يتمكنا من ممارسة حقهما الدستوري في التصويت أو الترشح، غير أنهما يحضران بالغياب الذي كشف عن فشل الحكومات المتعاقبة في معالجة موضوع أول اختفاء قسري لصحفيين في تاريخ بلادنا.
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قد عملت طوال السنوات الماضية سواء بشكل منفرد أو بالشراكة مع المنظمات الوطنية والدولية على التواصل مع كل الأطراف الليبية، وعلى التنسيق مع كل المؤسسات الرسمية التونسية من أجل الوصول للحقيقة في ملف الزميلين وصولا إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة طلبا للتدخل في الموضوع والتوجه لمحكمة الجنايات الدولية. وتعتبر النقابة أن عدم مصارحة السلطات التونسية للشعب التونسي وعائلتي الزميلين بالخطوات المقطوعة في الصدد مجرد تغطية على الضبابية والتردد واللامبالاة التي تطبع سياسة الدولة إزاء هذا الملف الحارق.
من جهة أخرى يهم النقابة أن تؤكد أنه بالتزامن مع إحياء اليوم الوطني لحماية الصحفيين، تتواصل التهديدات الجدية للصحفيين أثناء ممارستهم لمهنتهم وباتوا يدفعون أكثر من ذي قبل فاتورة تعقيدات المشهد السياسي العام، فرغم التراجع في حجم الاعتداءات الجسدية واللفظية عليهم طيلة الأشهر الماضية فإنّه سُجل تصاعد هام في عدد الهجمات الإلكترونية عليهم على خلفية مواقفهم من قضايا الشأن العام أو على خلفية تغطياتهم المهنية وصلت حدّ التهديد بالقتل والتجريم والتخوين والتحريض والابتزاز.
كما أصبح تهميش الصحفيين وتجويعهم وطردهم تعسفيا وضرب حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية سياسة ممنهجة تهدف إلى ترويضهم وتطويعهم لخدمة أجندات تعززت بالتعنت في تفعيل الاتفاقية الإطارية المشتركة للصحفيين بوصفها المدخل الرئيسي لضمان الحقوق المهنية والمادية التامة للصحفيين في ضرب واضح للقوانين الشغلية.
وعليه فإنّ النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين :
– تؤكد أنها ستستعمل كل الآليات القانونية والدبلوماسية لكشف الحقيقة في ملف الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري، وتدعو رئيس الجمهورية إلى تفعيل يوم 08 سبتمبر كيوم وطني لحماية الصحفيين خاصة بعد أن كان الرئيس السابق الباجي قائد السبسي قد وافق على جعله كذلك منذ سنة 2015، والعمل على كشف الحقيقة في اختفاء سفيان الشورابي ونذير القطاري.
– تدعو السلطة وأجهزة الدولة الرقابية لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين وإيقاف نزيف التلاعب بمصيرهم، والإسراع بتطبيق القانون في علاقة بالاتفاقيتين الإطارية والقطاعية للصحفيين التي تمّ إمضاؤهما من قبل الأطراف الاجتماعية المعنية.
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين