نقابة الصحفيين تمنح جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير


شاركت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مساء امس السبت 30 نوفمبر الجاري في اختتام مهرجان أيام قرطاج المسرحية في نسخته الخامسة والعشرون.
وقد سلمت عضوة المكتب التنفيذي للنقابة جيهان اللواتي جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير للعرض المسرحي “روضة العشاق” للمخرج معز العاشوري
وقد كانت كلمة النقابة كالاتي:
“سلام، سلام، سلام لأرض لم تعرف السلام بعد…
سأل الصبي أباه:
– أين يرقد العز يا أبي؟
أجابه:
– في فلسطين يا بني؟
مسائكم/ن معطر بدماء شهداء فلسطين الأبية ولبنان الحبيب، مسائكم/ن زغاريد الانتصار في جنوب لبنان وساحات الشهداء في فلسطين المقاومة وغزة الصامدة، مسائكم/ن ذاك الفعل المسرحي المقاوم بالضرورة .
يقول برتولد براشت “في أوقات الظلم يصبح كل فعل بسيط مقاومة”، نحن لسنا في أوقات الظلم بل اننا في زمن الغوغائية، ولذلك فمهما كان بسيط ما نفعل اليوم فهو عمل مهم في سياق المقاومة.
قالها مدير الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية أستاذنا العزيز منير العرقي منذ أيام قليلة
“المثقف الذي لا ينحاز لغزة هو خائن لمبادئه”، ونعيدها نحن اليوم ونكررها في هذه اللحظات، ولأننا ما خنا ولم نخن ولن نخون، فموقفنا مما يحدث في غزة وباقي الأراضي الفلسطينية ولبنان جذري وواضح وبارز: إننا مع حق هذه الشعوب في المقاومة بكل أشكالها وأساليبها لأنها الطريق الوحيد للتحرير والانعتاق، ومهما تكالب العدوان الغادر الأمريكوصهيوني وحلافائه وتواطأت أنظمة التطبيع العربية فإن طريق الحرية المعبد بدماء أطفال غزة وبيروت في الأفق منارة للثوار لن تطمسها جحافل قطعان الصهاينة وداعميهم.
وأننا على هذا الدرب لسائرون وإليه منتمون ومساندون وداعمون وحتما منتصرون.
اختارت لجنة تنظيم الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية شعار “المسرح مقاومة والفن حياة”، فنحن في نقابة الصحفيين التونسيين نحييكم/ن على هذا الشعار الدقيق والجوهري ونقول فعلا وبلا شك “المسرح مقاومة والفن حياة وحرية الاعلام والتعبير أسلوب تلك الحياة”،
وفي هذا الإطار تندرج جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير التي تقدمها دوريا النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في أيام قرطاج المسرحية.
اننا اخترنا أن نتخندق مع المسرحيين في نضالاتهم من أجل الحق في التعبير و الحق في الحريات العامة والفردية وحق الاختلاف.
ولانّ المسرح فعل يدافع عن الحقوق والحريات ويعرّي الواقع وقبحه من أجل تغييره، فإن الجائزة التي تسندها النقابة الوطنيية للصحفيين التونسيين ستسندها الى أكثر عمل مسرحي يرسّخ حرية التعبير بكل مستوياتها اللغوية والفكرية والجسدية.”
وقد تكونت لجنة تحكيم جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير من كل من :
الدكتورة و الفنانة المسرحية آمال الفرجي
والصحفية راضية عوني
والصحفية نورة البدوي
وهذه كلمة لجنة التحكيم:
“مساء النور
مساء الأرواح المضيئة رغم المساحات المعتمة و الغارقة في الظلمة
مساء الفرح و السلام الممزوج بالصبر و المحبة و الأمل لغد محمل بكل سيناريوهات الخلق و الإبداع
مساء الانتصارات رغم كل انكسارات الروح و الخذلان
مساؤنا تونسي فلسطيني ممزوج بمسك الأرواح التي
غادرتنا و تركت لنا كل النهايات المفتوحة حتى نصيغ بأقلامنا المتشظية أطرافها سيناريوهات و بدايات نثبت فيها تجذر القضية من الأرض نحو السماء.
تجذر هوية المسرح بالإنسانية و لعل هذا المساء الذي يجمعنا أكبر دليل على جمالية و عمق المشهد الواقعي حينما يجمع هذه الكوكبة من المفكرين و الممثقفين و المخرجين و الصحافيين لتتويج الدورة الخامسة و العشرون لأيام قرطاج المسرحية بجائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير.
و لقد اعتمدت لجنة التحكيم المضمون المتحور حوله جائزة نجيبة الحمروني و أساسها حرية التعبير لتختار عملا إبداعيا من ضمن هذه الأعمال المسرحية، حيث تميز – هذا العمل الإبداعي- بعمق النص المسرحي الذي يطرح مسألة الحريات عامة و حرية الضمير بصفة مخصوصة، إضافة إلى تناغم عناصر العرض المسرحي من أداء تمثيلي و ثيمات سينوغرافية و رؤية إخراجية .
لذلك تمنح جائزة نجيبة الحمروني لحرية التعبير إلى مسرحية روضة العشاق لمعز عاشوري.
عاش المسرح التونسي عاشت حرية الصحافة”.


صور المصور الصحفي حسان فرحات