نقابة الصحفيين تواصل العمل على نظام المبادر الذاتي

 

اجتمعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أمس الأربعاء 15 جانفي الجاري مع ممثلين عن وزاراتي التشغيل والمالية ورئيس مشروع المبادر الذاتي، في إطار العمل على تنزيل المشروع على أرض الواقع بخصوص الصحفيين.

 

وتم الاتفاق في هذا اللقاء على تسهيل الإجراءات ليشمل المشروع أكثر ما يمكن من الصحفيين المستقلين وخريجي معهد الصحافة.

 

ومن المنتظر أن تحصل لقاءات أخرى مع ممثلي وزارات أخرى يتعلق بعضها بموضوع الاقتطاع لفائدة الصناديق الاجتماعية بشكل يتلاءم مع إمكانيات الصحفيين المالية.  

 

 وكان مجلس نواب الشعب قد صادق على تعديل في قانون المالية 2025 يدرج الصحفيين ضمن نظام المبادر الذاتي، ويسمح لهم بالانتصاب للحساب الخاص مع جملة من الامتيازات الجبائية والمالية.    

 

وكانت النقابة قد نسقت مع عدد من النواب لتقديم مقترح التعديل المذكور في إطار مقاربة “صحفيون فاعلون في بيئة مهنية جديدة” تجعل من الصحفيين فاعلين في البيئة المهنية والمؤسسية عبر تنمية قدراتهم على المبادرة في قطاع الإعلام باستثمار التكنولوجيات الرقمية والنماذج الاقتصادية المبتكرة وتطوير مبادرات مهنية صحفية ذاتية وإنتاجات صحفية ذات جودة تستجيب للمعايير الأخلاقية والمهنية وانتظارات الجمهور.                                                                                                  

 

تتسم البيئة المهنية الحالية التي يعمل فيها الصحافيون التونسيين بتحولات عديدة:

 

–      أزمة عميقة لاقتصاد الإعلام ذات مصادر متعددة ومنها على وجه الخصوص تأثيرات الانترنت والشبكات الاجتماعية على اقتصاد المؤسسات الإعلامية مما أثّر على مواردها المالية وقدراتها على إنتاج مضامين إعلامية ذات جودة أو حتى الالتزام بما تنص عليه  القوانين في هذا المجال                    ( المرسومان 115 و116 وكراسات الشروط بالنسبة إلى القطاع السمعي البصري).

 

–       غياب سياسة عمومية داعمة للمؤسسات الإعلامية تساهم في ديمومتها الاقتصادية على غرار غياب صناديق الدعم للصحافة المكتوبة والإلكترونية ولإصلاح الإعلام بشكل عام.

 

–      تتسم النماذج الاقتصادية والبنية التنظيمية للمؤسسات الإعلامية العمومية على حد السواء بالهشاشة ونقص الابتكار مما يحد بشكل كبير من قدرات البحث عن موارد إعلامية جديدة، وإنتاج مضامين مبتكرة.

 

–        أزمة ثقة مواطنية كبيرة في الصحافة والإعلام نتيجة تراجع قدرات الهيئات الصحفية عن حماية نفسها من التأثيرات الخارجية.

 

–        تراجع قدرات الصحافة كمهنة على توفير مضامين صحفية مبتكرة لفائدة قطاعات واسعة من الجمهور وخاصة الشباب الذي تشكلت لديه ممارسات إعلامية جديدة في بيئة تحكمها التكنولوجيات الرقمية والشبكات الاجتماعية.

 

وفي هذا الإطار بات من الضروري التفكير بشكل مختلف في أدوار الصحفيين في هذه البيئة الإعلامية الجديدة. فالمقاربات التقليدية (بما في ذلك برامج المنظمات الدولية) تقوم عادة على تدريب الصحافيين على التقنيات الصحفية والمعايير الأخلاقية، خاصة وأن هذه المقاربة تنطلق من أن هذا التدريب يمكن أن يكون مصدرا من مصادر تشكيل صحافة أخلاقية مهنية وإنتاج مضامين صحفية وإعلامية ذات جودة.

 

غير  أن هذه المقاربة لا تأخذ في الاعتبار أن الصحفي هو فاعل ضمن منظومة مؤسسية لا يتحكم فيها دائما. كما أن صحافة الجودة الأخلاقية والقائمة على المعايير المهنية تحتاج إلى سياقات مهنية مؤسسية مخصوصة لا تتوفر دائما شروطها رغم القوانين ورغم الإطار القانوني الجديد الذي وضع بعد الثورة.