
تونس في 19 مارس 2025
شبكات التواصل الاجتماعي حاضنة للعنف ضد الصحفيات النساء
عادت إلى الواجهة خلال شهر مارس الجاري حملات العنف اللفظي والنفسي على الصحفيات النساء على شبكات التواصل الاجتماعي على خلفية محتويات ينشرنها وآراء يبدينها أو مضامين صحفية يشاركن فيها، وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي حاضنة للعنف ضد الصحفيات.
حيث شن نشطاء التواصل الاجتماعي حملة تحريض وتشويه في حق الصحفية بقناة “التاسعة” درة الغربي وذلك على خلفية عملها الصحفي.
وطالت حملة تشهير أخرى قائمة على أساس النوع الاجتماعي الصحفية نعيمة الشرميطي من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي عبر استهدافها بتعليقات مسيئة لها وتمس من سمعتها وكرامتها.
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تعبر عن تضامنها المطلق مع الزميلتين درة الغربي ونعيمة الشرميطي لما خلفته حملة التحريض والتشويه التي تعرضن لها من آثار نفسية ومهنية.
وتحذر النقابة من خطورة عودة الحملات الالكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي القائمة على أساس النوع الاجتماعي في حق الصحفيات بعد أن تراجعت وفق مؤشرات إلى 9 اعتداءات خلال السنة المنقضية، وتشدد النقابة على المخاطر التي تمثلها مثل هذه الحملات على أمن وسلامة الصحفيات في ظل الإفلات التام من العقاب والآثار النفسية والاجتماعية التي تنجر عنها.
وتطالب النقابة وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، ووزارة الداخلية بالاطلاع بدورهما في إسناد ودعم النساء الصحفيات ضحايا العنف المعنوي والسياسي الذي تتعرضن له وفق ما يقتضيه القانون الأساسي عدد 58 المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة.
من جهة أخرى يهم النقابة أن تشدّد على جملة من المعايير في التصدي للاعتداءات على الصحفيات والصحفيين بما في ذلك تلك القائمة على النوع الاجتماعي على غرار:
– إن التعاطي مع الاعتداء على صحفي أو مؤسسة إعلامية أو على حرية الصحافة لا يعني اتخاذ موقف من الخط التحريري أو السياسي لأيّ وسيلة إعلام ولا من أيّ من محتوياتها، ويتمثل دور النقابة في ضمان الحقوق الأساسية للصحفي/ة، وفي المقام الأول حقه/ها في الحياة وفي السلامة الجسدية والنفسيّة.
– إنّنا في رصد الاعتداءات لا نعلّق على الخطّ التحريري ، ولا على نوعيّة المحتوى سواء كان جيدا أو ضعيفا لأنّ ذلك قد يقود إلى التحيّز في تحليل الانتهاك أو إلى تبرير الانتهاك.
– إنّ الأخلاقيات الصحفيّة هي في صميم مهنة الصحافة ونزاهتها ومصداقيتها، ولكن في كثير من الأحيان يقع استخدامها للحد من الحريات الصحفيّة والتهوين من الانتهاكات في حقّها تحت ذريعة الدفاع عن قيم عليا كالأخلاق والدين والأمة، أو عن أشخاص وهيئات بعينها.
.
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين