السيد رئيس الحكومة التونسية المحترم

ممثلي السلك الديبلوماسي بتونس

السيد نائب رئيس الإتحاد العام للصحفيين العرب

السيد رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين

السيدات والسادة النقباء وأعضاء النقابات والجمعيات المحترمين

الزملاء والضيوف الكرام

إسمحوا لي باسمكم جميعا أن أوجّه تحيّة محبّة وتقدير لإمرأة صامدة ومناضلة، كانت بالأمس القريب بينكم صوتا قويا صادحا بالحقيقة وصادقا في الحقّ، واجهت ببسالة إستبداد ضيّق على الحريات مثلما تواجه الآن بذات البسالة مرضا خبيثا:أوجّه هذه التحية إلى نجيبة الحمروني

 

السيدات والسادة:

ضيوفنا الكرام

 

ينعقد مؤتمرنا ال13 للإتحاد العام للصحفيين العرب في ظرف تواجه فيه حرية الصحافة وحرية التعبير مخاطر وتهديدات من كلّ صوب وحدب.

إنّ عشرات الصحفيين العرب يدفعون سنويا حياتهم ثمنا للحروب والإرهاب الذي يضرب أكثر من بلد عربي، كما يتعرّض المئات إلى الإختطاف والإحتجاز في سبيل البحث عن الحقيقة وإنارة الرأي مثلما هو الحال لزميلينا سفيان الشورابي ونذير القطاري الذي تُبذل مجهودات جبارة في سبيل الكشف عن حقيقة إختفائهما في ليبيا منذ سبتمبر 2014 .

إن بلدان مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق والصومال أصبحت من أكثر البلدان خطرا في العالم على ممارسة العمل الصحفي.

كما أنّه في بلدان أخرى يواجه الصحفيين قمع أنظمة لا تؤمن بحرية العمل الصحفي فتقتحم مقرات النقابات وتسجن الصحفيين وتجويعهم دون أدنى موجب قانوني

%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%8a%d9%8a%d9%867

 

السادة والسيدات

ضيوفنا الكرام

 

رغم هذه اللوحة القاتمة عن واقعنا العربي إلا أن الأمل موجود، ونقاط الضوء تشعّ باستمرار ، وكثيرة هي أيضا التجارب التي تحاول توسيع هامش الحرية والتي يرجع فيها الفضل بالأساس لنقابات وجمعيات الصحفيين التي تناضل من أجل صحافة حرّة ونزيهة ومدافعة عن قيم الحرية وحقوق الإنسان، وفاضحة لكل إنتهاكات تمسّ من كرامة البشر

السيدات والسادة

إنّ لا تنمية في بلداننا دون مقاومة الفساد بكلّ أشكاله، وإنّ لا تطوّر في مجتمعات تسلب من مواطنيها الكرامة وتنتهك حقوقهم

وحدها الصحافة الحرة والنزيهة هي الفضاء الذي تّمارس فيه الحريّة في أفضل تجلياتها، وتُفضح فيها أساليب الإستبداد والفساد

وقد أن الأوان لاتحادنا، إتحاد الصحفيين العرب أن يضطلع بدوره الكامل والضروري في دعم هذه الصحافة الجادة والنزيهة وأن يكون قوّة حقيقية لحماية ودعم أعضاءه من النقابات والجمعيات، وملاذا للصحفيين النزهاء والشجعات من أيّ تعسّف أو تهديدات

وحده الإتحاد الموحد والقوي الذي يلتزم بالديمقراطية والشفافية في تسيير شؤونه

وحده الإتحاد الذي لا يميّز بين أعضائه ويقوّي لحمة التضامن فيما بينهم، هو الضامن لصحافة حرة في بلادنا تليق بمواطنين أحرار

 

السيدات والسادة

إسمحوا لأي أن أتوجّه بالشكر للسيد رئيس الحكومة، وهي المرة الوحيدة التي أتوجّه فيها بتحيّة من هذا النوع، ليس فقط من أجل الدعم لتنظيم مؤتمرنا هذا، بل أيضا للتفهم والتجاوب الإيجابي الذي أبداه في عديد الملفات التي تهمّ الشأن الصحفي في تونس وآخرها التعاون معنا ومع شركائنا المحليين والدوليين من أجل التصديق على القانون الأساسي المتعلق بالنفاذ إلى المعلومة الذي أقره مجلس نواب الشعب منذ أسابيع قليلة والذي سيفتح أبوابا واسعة للشفافية والحوكمة الرشيد وصحافة الجودة

دون أن ننسى عدم تمرير مشروع القانون الأساسي المتعلق بزجر الإعتداءات على القوات الحاملة للسلاح والذي إعتبرته النقابة مشروع قانون زجري تضييقي لا يليق ببلد يسعى للحاق بركب البلدان الديمقراطية.

ونأمل أن يتواصل هذا التجاوب في علاقة بمشروعي القانونين الأساسيين المتعلقين بحرية الصحافة والطباعة والنشر، والإتصال السمعي البشري، وفي علاقة بأزمة الصحافة الورقية وإنقاذها من الإندثار، وكذلك في علاقة بالأوضاع الإجتماعية للصحفيين التي يمكن أن تعرقل هشاشتها أيّ محولات لبناء صحافة حرة ومستقلة وتعددية

 

السيدات والسادة

ضيوفنا الكرام

مرحبا بكم مرة أخرى في بلدكم ونرجو أن نكون قد إستجبنا ولو لجزء يسير لواجب الضيافة والأخوة والزمالة