تونس في 14 جوان 2012
بيــــان
في ظل ما يتهدد تونس من تجاذبات وتهديدات لامنها واستقرارها، تتجدّد يوميا محاولات تدجين الإعلام والزجّ به في صراعات من شأنها أن تحيد به عن الرسالة المنوطة بعهدته في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا ويحتاج خلاله إلى إعلام حر ومسؤول وتعددي ونزيه.
وأمام تزايد محاولات تركيع الصحفيين عبر إرهابهم وتكرّر الاعتداءات عليهم وتعطيل استكمال المنظومة التشريعية لقطاع الإعلام والتضييق على القيادة النقابية للصحفيين عبر ترويج مغالطات مُجانبة للحقيقة فيما يتعلق ببعض أعضاء المكتب التنفيذي بدءا بالتهديدات مرورا برفع قضايا ضد نقيبة الصحفيين ووصولا إلى التشكيك في انتمائها للقطاع في محاولات متكررة لإحداث البلبلة داخل نقابة الصحفيين وضرب وحدة الصف الصحفي.
ومع تواصل غياب أدنى قواعد حماية الصحفيين وضمان سلامتهم أثناء أدائهم لمهامهم، تخشى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين من العودة إلى مربع القيود والخطوط الحمراء وضرب روح المبادرة لدى الصحفي التونسي خاصة أمام تواصل سلبية الحكومة في التعاطي مع المعتدين على الصحفيين.
فأثناء تغطية الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق بالبلاد تعرض الزميل الصحفي المصور الأمين فرحات إلى اعتداء لفظي وجسدي عنيف من قبل بعض العناصر المحسوبة على التيار السلفي بعد أن تم انتزاع آلة التصوير الخاصة به.
كما تم تهديد وملاحقة الزميلين زهور المرزوقي ومعز سليمان (قناة الحوار التونسي) من قبل مجموعة من السلفيين إثر تصويرهما لمخلفات حرق مقر الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان، مما استوجب تدخل بعض النقابيين وأعوان الحرس الوطني لتأمين خروجهما من الولاية عبر طرق جانبية.
وسبق أن تعرض الزميل المصور الصحفي بجريدة الشروق سفيان الحمداوي إلى اعتداء عنيف وغير مبرر من قبل أعوان الأمن أثناء تأدية واجبه المهني بشارع شارل ديغول بالعاصمة وقد تم تهشيم آلة التصوير التي كانت بحوزته.
وتأخذ الاعتداءات على الصحفيين أشكالا مختلفة حيث تمت هرسلة الزميلة سناء الماجري (أخبار الجمهورية) ومنعها من دخول كواليس حفل التونيتون ثم دفعها وإخراجها بالقوة من قبل رجال الحراسة وبتواطؤ مفضوح مع مقدمي الحفل. كما طالت الاعتداءات الصحفيين وخاصة الصحفيات حيث توجه تهم أخلاقية لتشويه سمعة عديد الزميلات على غرار ما حدث مع الزميلتين شذى الحاج مبارك وسهام عمار (جريدة المغرب) والزميلة جيهان اللواتي (إذاعة المنستير) على أعمدة صحف المجاري خاصة جريدة “المساء” التي يمولها المال السياسي الفاسد والمشبوه بغاية هتك أعراض عدد من التونسيين والتونسيات بشكل تجاوز ما كانت تمارسه الصحافة الصفراء في عهد الانحطاط النوفمبري.
وأمام هذه الانتهاكات المتواصلة بشكل ممنهج والتي تستهدف حرية الصحافة وسلامة الصحفيين التونسيين ووحدتهم، فإن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تحمّل الحكومة المؤقتة المسؤولية كاملة في ما ينتج عن عدم استكمال المنظومة التشريعية الضامنة لحماية الصحفيين وتجريم المعتدين بما يعزّز دور الصحافة والصحفيين والإعلاميين عامة في الارتقاء بالإعلام سلطة رابعة حرة ومسؤولة.
وتطالب النقابة السلط المعنية بضرورة تتبع مسؤولي وممولي الصحف الصفراء لوضع حد للجرائم التي يرتكبونها بشكل يومي لتصفية حساباتهم السياسية والمالية على حساب حرية الصحافة وأخلاقيات العمل الصحفي وحقوق الصحفيين.
ولا يفوت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن تجدد الدعوة للزميلات والزملاء إلى التضامن والاتحاد ومضاعفة الجهد والعطاء من أجل أداء واجبهم في كنف الحرية والمسؤولية دون الخضوع للضغوطات مهما كان مأتاها لتدجين الإعلام وضرب وحدة الصف الصحفي.
عاشت نضالات الصحفيين التونسيين
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
عن المكتب التنفيذي
الرئيسة
نجيبة الحمروني
